نادية ...... هناك من يبحث عنك ..

]ليست فاتنة كأختها سمر ..
ليست متحدثة لبقة ..
تظهر بعض من مسحة جمال في قسمات و جهها المتسائل
و في عينيها بريق جميل ينبض .. هو الأبرز فيها
لكن هذا يبدو بالنسبة لسمر .. لا شيء ..
كل جزء في جسد سمر ينبوع من الحسن المثير
ابتداء من شعرها الكثيف والذي ازداد جمالا بعد أن أخذت منه جزءا كبيراً
انتهاء بقدمها الصغيرة الناعمة التي تشبه نعومتها نعومة قدمي طفلة فاتنة ...
رغم فارق السنتين لصالح نادية
لكن سمر الأبرز .. الأجمل ... الأكمل
التي تملأ المكان حضورا ..
إذا تحدثت تجبر جميع النساء على الالتفات إليها
حتى من لا يعنيها الحديث ...
الرقاب تلتوي لها .. تترقبها ..
كرعاة ارتفعت أعناقهم إلى السماء
ينظرون إلى قطرات المطر الساقطة من الأعلى ..
أو كأطفال تطاولت رؤوسهم من نافذة منزلهم الحديدة الغليظة
ينتظرون قدوم أباهم من العمل ظهراً ..
تواسي الأم الحنون ابنتها ..

- نادية يا بنيتي ...
ليه تبكين ؟
أحد يزعلك بالكلية ؟
لا يكون أحمد أخوك ...
- ما في شي يا يمه ..

ذهب الأم و قلبها يتقطع ألماً على ابنتها
هي ما تعرف ما أبكاها ..
سمر الصغيرة خطبت ولم تتخرج بعد من الثانوية
البيت الصغير في حالة استنفار ..
الهاتف لم يصمت منذ إعلان الخطوبة ..
جلست نادية ترثي حالها ..
لست بشعة .. فقط فتاة عادية المظهر ..
عادية بلسان خجول و قلب متردد
لا أحد يبحث عني ..
لن تجعل مني مهارتي في الطبخ و الأعمال المنزلية الزوجة الحلم
التضحية و أن تحمل هم الجميع .. يبدو أنه لا يأتي إلا بـ إهمال ..
أنت تجعل نفسك لا شيء لتجعل من بقربك شيء و لا ترى أثر ذلك .. ذلك أمر يقتلك ببطء ..
لما لم أحقق بعض نجاحات سمر ..
هل جمالها هو ما يميزها فقط ..
كم كنت أحبها و هي صغيرة ..
لا أكرهها ..
لكن الآن .. أراها فأرى فشلي ..
هي ناجحة ... حياتها رائعة
جريئة .. ذكية .. متحدثة لبقة
و الأهم ... أجمل فتيات العائلة ..
ثم إنها ستتزوج عادل .. بعد سنتين
سيكون قد تخرج من كلية الطب و هي ستكون
متخرجة من الثانوية العامة ..
يبدو أن الأقدار قد رتبت حياتها كما تريد هي ..
أما أنا فبقدر تضحيتي أجني تهميشاً و نبذ..



كانت الأعين تراقب سمر تارة ثم في لمحة تنتقل لتخطف
نظرة من نادية ... تقارن تلك الأعين بين الفتاتين .. إنه يوم سمر .. صديقاتها و بعض نساء العائلة في حفلة خطبتها ... لا جديد انتصارات أختها تستمر ... نظرات الأم الحنون لم تستطع أن تكون عزاء للفتاة الكبيرة..
لا أحــد يشعر بوجود نادية .. كلمات الترحيب و المجاملة التي تخرج من فيمها بخجل تتبخر قبل أن تصل لأذن الحاضرات ..
شعرت نادية بالضيقة ... خرجت .. للمطبخ .. كخطوة تمهيدية قبل الهروب لسريرها و جهازها اللاب توب ..
لحقت ألأم الحنون بعد برهة بها ... فهي تعرف ابنتها جيداً ...

- بنتي .. أنت بعيوني أحلى البنات .. الكل أعجب بالحلوى الي عملتيها !!
- نظرت سامية لأمها الحنون و هي تعرف مدى بساطتها و حسن نيتها ..- عجبهم الحلا ... ياللسعادة هذا ما أبحث عنه !!!



-للمرة الثانية تتصل نادية على عواطف و لم ترد عليها ..
ألقت نادية جوالها في طرف السرير و ارتمت في الطرف الآخر سابحة في عالمها الافتراضي .. حيث هي الأجمل الأنجح .. حيث لا وجود لسمر !!!
قطع هذا الحبل المتصل من الأحلام الجميلة رنين الهاتف .. إنها عواطف ..
تكلمت معها نادية بكل المواضيع في مكالمة تجاوزت الساعة و النصف إلا عن موضوع خطبة سمر .. مكالمة صديقة الدراسة هي المخرج الوحيد من حالة الإحباط التي تعيشه ..


- نادية , سلامات .. أحسك اليوم متضايقة ... فيه شي !!
- لا يا عواطف - الله يهديك – ما فيني إلا العافية .. ليه قلتي هالكلام ؟
- لأن ودي أكلمك في موضوع من زمان لكني متردد في وقته ..
- تكلمي .. أنا كـــلــــي لك !!
- أخوي سلمان .. بعد الوظيفة يدور بنت الحلال .. و صراحة لو لفينا السعودية ما راح نلقى مثلك !!

صمتت نادية .. المفاجأة كانت مدوية خاصة في هذا التوقيت .. كأن الدنيا ابتسمت لها .. لم تتحدث خجلاً ..

- أخوك سلمان .. ما كان يبي يتزوج بنت خالك ؟؟
- كان .. و ما كان مقتنع بها .. صراحة هو يبيك إنتِ لكنه ما تكلم إلا بآخر لحظة .. يمكن من كثر ما أتكلم عنك عند أمي و خواتي .. أعجب فيك ..
سلمان شاف فيك بنت ثقيلة عاقلة رزينة .. صاحبة بيت .. ما يبي من بنات هاليومين المايعات ... نادية تبين الحق إنتِ بس اللي يبيها ...



تذكر نادية وجه سلمان جيداً .. كيف و هو الذي تترقب رؤيته صباح كل يوم حينما يصل باص الكلية إلى منزل عواطف .. غالباً يكون في سيارته مستعداً للذهاب إلى عمله .. كيف و هو الذي أوصلها و عواطف إلى البيت بعد أن تعطل الباص في منتصف الطريق المزدحم في اشتداد الظهيرة .. كان كسحابة أقبلت من بعيد يظلل عالمها المشمس ..




هي عايشه بعالم وتنتظر طيف برق ..
وهو ساكت منتظر على خيل أصيل

يا دمعة ظلت مثل حبر بـ ورق
في خدها تشكي تباريح العليل

تماسكي .. لا حظك بدربك شَرَق
و اشربي مر القدر .. تلقين السبيل

تبسمي و نامي على حد الشفق
نومة طفل دمعة على خده يسيل

ترى زمنكم عن زمنا فرق
لو عشتوا معنا لكن ما هي مستحيل

يا نادية ... سلمان في حبك غرق ..
لمي جراحك و حاربي الحظ الهزيل[/center[/center][/b]][/color]

بجد اجمل قصه قريتها


مشكور والله

بجد قصة حلوة موت

ميرسى ليك يا ساهر

والله موضوع حلو كتــــــــــــير
يسلمو خيو علي الطرح المميز
ننظر جديدك